“ومن مظاهر الالتزام بالأخلاق (في الشريعة الإسلامية) عدم جواز تسليم الأجنبي في الدولة الإسلامية إلى دولته ولو على سبيل المفاداة بأسير مسلم، لأن الأجنبي دخل بأمان، وعلى الدولة الإسلامية أن تفي بعهدها معه فيبقى آمنا لا يمسه سوء، وتسليمه بدون رضاه غدر بالأمان لا رخصة فيه فلا يجوز …..
1- الاجتماع الانساني ضروري كما يقول العلامة ابن خلدون في مقدمته و هو ما يعبر عنه الحكماء بقولهم : بقولهم الانسان مدني بالطبع ، أي : لا بد له من الاجتماع و العيش مع بني جنسه . و ما ذهب اليه ابن خلدون هو الحق و يؤيد الواقع ، فالانسان يولد في المجتمع و لا يعيش الا فيه و تصور انسان خارج المجتمع ضرب من ضروب الوهم و الخيال لا حقيقة له في الخارج .
و هذا العيش المشترك لا بد ان تنشأ عنه معاملات و علاقات فيما بين الافراد و ما ينتج عن ذلك من منازعات كما ان الفرد في المجتمع لا يمكنه ان يتمتع بحرية مطلقة ؛ لأن ذلك يتعارض مع حريات الاخرين و يؤدي إلى خصام مستمر لا يكون من ورائه الا فناء المجتمع ، و لهذا كله كان لا بد من قواعد تحد من هذه الحريات المطلقة و تنظيم تلك العلاقات حتى يستطيع كل فرد ان يعيش بأمان و يتهيأ للمجتمع سبيل البقاء و الاستقرار و هذه القواعد هي القانون فالقانون ضروري للمجتمع كما ان المجتمع ضروري للانسان و لهذا لم يخل مجتمع في الماضي و الحاضر من قواعد تحكم علاقات الافراد فيما بينهم و علاقاتهم مع المجتمع و تحدد حقوقهم و واجباتهم و مدى حرياتهم على نحو ما .
2 – و القانون قد يكون على شكل عادات و تقاليد و اعراف يخضع لها الجميع و قد يكون على شكل امر و نهي يصدره شخص مطاع كرئيس قبيلة أو ملك و قد يكون على شكل قواعد و اوامر تصدرها هيئة خولها المجتمع حق اصدار القانون و هذا النوع من القانون بمختلف اشكاله مصدره البشر فهو قانون وضعي و هناك قوانين لا يكون مصدرها البشر بل خالق البشر و هذه هي الشرائع الالهية أو السماوية . و قد عرف البشر هذين النوعين من الشرائع : الشرائع الوضعية و هي من وضع الانسان و صنعه و الشرائع السماوية و هي من صنع الله و وحيه .
3 – و الاساس في تبرير انزال الشرائع السماوية يقوم على فكرة ( الخالقية ) . فالكون و ما فيه و من فيه مخلوق لخالق عظيم هو الله تعالى و من لوازم حكمة الله و رحمته و ربوبيته ان يهيئ لكل مخلوق ما يحتاج اليه و يلائم طبيعته و يصلح حاله و يحقق الغرض الذي خلق من اجله . و الانسان – و هو المخلوق الممتاز – يحتاج إلى هداية من خالقه و تعريق بعلاقته بالكون و بالغرض الذي من اجله خلق و بيان معالم السير في الحياة و قواعد السلوك في المجتمع . و حكمة الله تأبي ان يترك الانسان سدى بلا ارشاد لطريق الحق و لا بيان لقواعد السلوك ، و من ظن ذلك فهو على خطأ عظيم ، قال تعالى : (( أيحسب الانسان ان يترك سدى )) ، أي : لا يؤمر و لا ينهى كما قال الشافعي و غيره ، و ما الامر و النهي الا بينا مناهج السلوك في الحياة و قواعد التنظيم لشؤون الانسان المختلفة و هذا هو القانون .
المؤلف : الدكتور عبد الكريم زيدان
الناشر : مؤسسة الرسالة ناشرون
عدد الصفحات : 465
الحجم : 4.5 ميجا
تحميل كتاب المدخل لدراسة الشريعة الاسلامية
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
1- الاجتماع الانساني ضروري كما يقول العلامة ابن خلدون في مقدمته و هو ما يعبر عنه الحكماء بقولهم : بقولهم الانسان مدني بالطبع ، أي : لا بد له من الاجتماع و العيش مع بني جنسه . و ما ذهب اليه ابن خلدون هو الحق و يؤيد الواقع ، فالانسان يولد في المجتمع و لا يعيش الا فيه و تصور انسان خارج المجتمع ضرب من ضروب الوهم و الخيال لا حقيقة له في الخارج .
و هذا العيش المشترك لا بد ان تنشأ عنه معاملات و علاقات فيما بين الافراد و ما ينتج عن ذلك من منازعات كما ان الفرد في المجتمع لا يمكنه ان يتمتع بحرية مطلقة ؛ لأن ذلك يتعارض مع حريات الاخرين و يؤدي إلى خصام مستمر لا يكون من ورائه الا فناء المجتمع ، و لهذا كله كان لا بد من قواعد تحد من هذه الحريات المطلقة و تنظيم تلك العلاقات حتى يستطيع كل فرد ان يعيش بأمان و يتهيأ للمجتمع سبيل البقاء و الاستقرار و هذه القواعد هي القانون فالقانون ضروري للمجتمع كما ان المجتمع ضروري للانسان و لهذا لم يخل مجتمع في الماضي و الحاضر من قواعد تحكم علاقات الافراد فيما بينهم و علاقاتهم مع المجتمع و تحدد حقوقهم و واجباتهم و مدى حرياتهم على نحو ما .
2 – و القانون قد يكون على شكل عادات و تقاليد و اعراف يخضع لها الجميع و قد يكون على شكل امر و نهي يصدره شخص مطاع كرئيس قبيلة أو ملك و قد يكون على شكل قواعد و اوامر تصدرها هيئة خولها المجتمع حق اصدار القانون و هذا النوع من القانون بمختلف اشكاله مصدره البشر فهو قانون وضعي و هناك قوانين لا يكون مصدرها البشر بل خالق البشر و هذه هي الشرائع الالهية أو السماوية . و قد عرف البشر هذين النوعين من الشرائع : الشرائع الوضعية و هي من وضع الانسان و صنعه و الشرائع السماوية و هي من صنع الله و وحيه .
بيانات الكتاب
الاسم : المدخل لدراسة الشريعة الاسلاميةالمؤلف : الدكتور عبد الكريم زيدان
الناشر : مؤسسة الرسالة ناشرون
عدد الصفحات : 465
الحجم : 4.5 ميجا
تحميل كتاب المدخل لدراسة الشريعة الاسلامية
روابط تحميل كتاب المدخل لدراسة الشريعة الاسلامية
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
---------------------------------------------------------------
روابط التحميل والمشاهدة، الروابط المباشرة للتحميل
او
شاهد هذا الفيديو القصير لطريقة التحميل البسيطة
كيف تحصل على مدونة جاهزة بآلاف المواضيع والمشاركات من هنا
شاهد قناة منتدى مدونات بلوجر جاهزة بألاف المواضيع والمشاركات على اليوتيوب لمزيد من الشرح من هنا
رابط مدونة منتدى مدونات بلوجر جاهزة بآلاف المواضيع والمشاركات في أي وقت حــــتى لو تم حذفها من هنا
شاهد صفحة منتدى مدونات بلوجر جاهزة بألاف المواضيع والمشاركات على الفيس بوك لمزيد من الشرح من هنا
شاهد صفحة منتدى مدونات بلوجر جاهزة بألاف المواضيع والمشاركات على الفيس بوك لمزيد من الشرح من هنا
تعرف على ترتيب مواضيع منتدى مدونات بلوجر جاهزة بآلاف المواضيع والمشاركات (حتى لا تختلط عليك الامور) من هنا
ملاحظة هامة: كل عمليات تنزيل، رفع، وتعديل المواضيع الجاهزة تتم بطريقة آلية، ونعتذر عن اي موضوع مخالف او مخل بالحياء مرفوع بالمدونات الجاهزة بآلاف المواضيع والمشاركات، ولكم ان تقوموا بحذف هذه المواضيع والمشاركات والطريقة بسيطة وسهلة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــسلامـ.
إرسال تعليق