الكتاب يطرح بعض مشاكل الإنسان والمجتمع المصري في قوالب نقدية مستخدما المقارنات مع حياة الحيوانات ومع احداث تخيلية من حياة البشر، اما اسلوب طه حسين في صياغة الافكار يتميز بالبلاغة وكثيرا ما كان يستعين بأمثلة من الشعر الأندلسي أو من سيرة أبو العلاء المعري وسير قدماء العرب والقرآن الكريم،
ما يميز الكتاب أيضا رسوم الفنان التشكيلي عفت ذات الطابع الخيالي.
كان مشرق الوجه باسم الثغر خفيف الحركة فصيح اللسان لا يكاد يجلس إلى احد أو يجلس اليه احد الا احس جليسه منه قلبا يضطرب تحمسا للإصلاح و نفسا تتوثب إلى المثل العليا و عقلا لا يرى حوله الا شرا و لا يريد ان يطمئن أو يستقر الا اذا ازيل هذا الشر و محيت اثاره و معالمه و قام مقامه هذا الخير المطلق الذي يشمل كل انسان و كل شيء و الذي يسبغ على من يشمله و ما يشمله جمالا حلو هادئا و لكنه قوي ملح كأنه ضوء الشمس لا يمنح الاشياء و الاحباء جمالا و بهاء فحسب و لكنه يبعث فيها و فيهم حياة و خصبا و قوة و نشاطا .
و كان تحمسه للإصلاح و طموحه إلى الخير و دعاؤه إلى العدل يخرج به احيانا كثيرة عن طوره و يتجاوز به الهدوء المألوف إلى شيء من العنف لم يكن المصريون يعرفونه في ذلك الوقت ، و اذا هو لا يستقر في مكانه مهما يكن هذا المكان في دار أو ناد أو قهوة أو ديوان و انما يثب من مجلسه ثم لا يثبت في مقامه ؛ ليتحدث إلى من حوله كما يتحدث الخطيب ، و انما يذهب و يجئ و يأتي من الحركات بيديه ما كان يخيف جلساءه على ما قد يكون حوله من الاشياء و اذا آية الغضب تظهر في وجهه قوية حادة فيظلم بعد اشراق و يعبس بعد ابتسام و يتطاير من عينيه المضطربتين شرر مخيف و ينفجر من فمه صوت هائل يهدر بالجمل التي تتابع سراعا في مثل قصف الموج و عصف الريح العاتية و اذا اصحابه يأخذهم شيء من الدهش لا يلبث ان يستحيل إلى وجوم متصل و ذهول غريب لا يدرون أهما يصوران الاعجاب و الرضى ام هما يصوران الانكار و السخط ام هما يصوران الحذر و الخوف .
و كان من الحق ان يحذروا أو يخافوا فلم تكن الامور في ذلك الوقت تجري في مصر كما أخذت منذ كان في مصر استقلال و حرية و دستور و برلمان و انما كانت الامور تسعى متعثرة لا تكاد تنهض الا لتكبو و لا تكاد تمضي الا لتقف فقد كان في مصر احلال اجنبي يتغلغل سلطانه الظاهر في جميع المرافق العامة و الخاصة و كان في مصر سلطان وطني شديد الارتياب عظيم الاحتياط كثير التلون يميل إلى المواطنين مرة و إلى المحتلين مرة أخرى و يحاول أحيانا ان يرضي أولئك و هؤلاء فلا يظفر الا بغضب أولئك و هؤلاء .
و كان هذا كله يفسد الجو المصري و يجعله خانقا منهكا للقوى ؛ لأن الناس كانوا موضوع النزاع بين هاتين السلطتين لا يكادون يرضون إحداهما الا و في نفسهم اشفاق من الاخرى و كان لكل واحدة من هاتين السلطتين عيونها و جواسيسها قد انبثوا في الأندية و القهوات و الدواوين و اندسوا في المجالس الخاصة . فهم يحصون على الناس ما يقولون ، ثم يصورونه كما يحبون .
المؤلف : طه حسين
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 119
الحجم : 1.5 ميجا
تحميل كتاب جنة الحيوان
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
ما يميز الكتاب أيضا رسوم الفنان التشكيلي عفت ذات الطابع الخيالي.
مقدمة
كان مشرق الوجه باسم الثغر خفيف الحركة فصيح اللسان لا يكاد يجلس إلى احد أو يجلس اليه احد الا احس جليسه منه قلبا يضطرب تحمسا للإصلاح و نفسا تتوثب إلى المثل العليا و عقلا لا يرى حوله الا شرا و لا يريد ان يطمئن أو يستقر الا اذا ازيل هذا الشر و محيت اثاره و معالمه و قام مقامه هذا الخير المطلق الذي يشمل كل انسان و كل شيء و الذي يسبغ على من يشمله و ما يشمله جمالا حلو هادئا و لكنه قوي ملح كأنه ضوء الشمس لا يمنح الاشياء و الاحباء جمالا و بهاء فحسب و لكنه يبعث فيها و فيهم حياة و خصبا و قوة و نشاطا .
و كان تحمسه للإصلاح و طموحه إلى الخير و دعاؤه إلى العدل يخرج به احيانا كثيرة عن طوره و يتجاوز به الهدوء المألوف إلى شيء من العنف لم يكن المصريون يعرفونه في ذلك الوقت ، و اذا هو لا يستقر في مكانه مهما يكن هذا المكان في دار أو ناد أو قهوة أو ديوان و انما يثب من مجلسه ثم لا يثبت في مقامه ؛ ليتحدث إلى من حوله كما يتحدث الخطيب ، و انما يذهب و يجئ و يأتي من الحركات بيديه ما كان يخيف جلساءه على ما قد يكون حوله من الاشياء و اذا آية الغضب تظهر في وجهه قوية حادة فيظلم بعد اشراق و يعبس بعد ابتسام و يتطاير من عينيه المضطربتين شرر مخيف و ينفجر من فمه صوت هائل يهدر بالجمل التي تتابع سراعا في مثل قصف الموج و عصف الريح العاتية و اذا اصحابه يأخذهم شيء من الدهش لا يلبث ان يستحيل إلى وجوم متصل و ذهول غريب لا يدرون أهما يصوران الاعجاب و الرضى ام هما يصوران الانكار و السخط ام هما يصوران الحذر و الخوف .
و كان من الحق ان يحذروا أو يخافوا فلم تكن الامور في ذلك الوقت تجري في مصر كما أخذت منذ كان في مصر استقلال و حرية و دستور و برلمان و انما كانت الامور تسعى متعثرة لا تكاد تنهض الا لتكبو و لا تكاد تمضي الا لتقف فقد كان في مصر احلال اجنبي يتغلغل سلطانه الظاهر في جميع المرافق العامة و الخاصة و كان في مصر سلطان وطني شديد الارتياب عظيم الاحتياط كثير التلون يميل إلى المواطنين مرة و إلى المحتلين مرة أخرى و يحاول أحيانا ان يرضي أولئك و هؤلاء فلا يظفر الا بغضب أولئك و هؤلاء .
بيانات الكتاب
الاسم : جنة الحيوانالمؤلف : طه حسين
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 119
الحجم : 1.5 ميجا
تحميل كتاب جنة الحيوان
روابط تحميل كتاب جنة الحيوان
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
---------------------------------------------------------------
روابط التحميل والمشاهدة، الروابط المباشرة للتحميل
او
شاهد هذا الفيديو القصير لطريقة التحميل البسيطة
كيف تحصل على مدونة جاهزة بآلاف المواضيع والمشاركات من هنا
شاهد قناة منتدى مدونات بلوجر جاهزة بألاف المواضيع والمشاركات على اليوتيوب لمزيد من الشرح من هنا
رابط مدونة منتدى مدونات بلوجر جاهزة بآلاف المواضيع والمشاركات في أي وقت حــــتى لو تم حذفها من هنا
شاهد صفحة منتدى مدونات بلوجر جاهزة بألاف المواضيع والمشاركات على الفيس بوك لمزيد من الشرح من هنا
شاهد صفحة منتدى مدونات بلوجر جاهزة بألاف المواضيع والمشاركات على الفيس بوك لمزيد من الشرح من هنا
تعرف على ترتيب مواضيع منتدى مدونات بلوجر جاهزة بآلاف المواضيع والمشاركات (حتى لا تختلط عليك الامور) من هنا
ملاحظة هامة: كل عمليات تنزيل، رفع، وتعديل المواضيع الجاهزة تتم بطريقة آلية، ونعتذر عن اي موضوع مخالف او مخل بالحياء مرفوع بالمدونات الجاهزة بآلاف المواضيع والمشاركات، ولكم ان تقوموا بحذف هذه المواضيع والمشاركات والطريقة بسيطة وسهلة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــسلامـ.
إرسال تعليق